تعليق المهدي الجندوبي على مقال نشره الأستاذ علي كنعان في موقع رأي اليوم تحت عنوان: بلا قناع مستقبلنا صار وراءنا، بتاريخ 16-2-2014.
تداول الأجيال سنة الحياة و من
لا يبادر بالانسحاب سيفرض عليه ذلك سواء بحكم السن و الهرم أو بحكم الصراعات و
المعارك التي يتداول فيها الانتصار و الفشل و لكن قبل الانسحاب أرى أن أرقى هدية
يقدمها الجيل السابق إضافة إلى المذكرات التي قد يغلب عليها تمجيد الذات، القراءة
النقدية العميقة و الصادقة و المتحررة من ضغط المصالح و النرجسية، للتجارب
السابقة. أين الخطأ في ما أنجز و ما لم ينجز هل هو دائما في الآخرين كما يحلو
للكثيرين أن يبرروا فشلهم أو هو في المرجعيات الفكرية المعتمدة أو في أدوات تحليل
الواقع أو في الممارسات أو في القيم؟
نعم للانسحاب من المسؤولية
المباشرة، و من الكتابة الدورية المتسرّعة للجرائد. نعم للانسحاب من الصراع مع
الآخرين و لكن تبقى آخر مهمة يهديها الجيل المنسحب صراعه ضد النفس و ضد الأفكار
المسبقة و المصالح الظرفية، التي حجبت عنه الحقيقة في شكل كتب و محاضرات في
الجامعات و دورات تدريبية لجيل القادة الشبان حتى لا يكون المستقبل اجترارا لأخطاء
الماضي.
المصدر الأصلي للمقال: