كلما أدّبني الدّهر أراني نقص عقلي

و اذا ما زدت علما زادني علما بجهلي

الامام الشافعي


vendredi 24 janvier 2014

راكب الأسد و عبر التاريخ

مقتطع من: الأخطاء القاتلة للنخب العربية في الحكم والمعارضة

" تنتشر عندنا مقولة ابن خلدون حول العبر التي يستخرجها الإنسان من التاريخ و لكن هل فعلا لنا هذه القدرة على الاعتبار. كل ما عاشته الأجيال العربية من أحداث قاسية منذ قرن هل استطاعت النخب أن تهتدي به؟ انهيار الدولة العثمانية و تقسيم فلسطين و سقوط الملك فاروق و سنوات الجمر التي عاشها الإخوان و الحركات اليسارية و الديمقراطية في السجون و المهجر و كل الحركات الاجتماعية و الحالة العراقية بكل فصولها و المصير التراجيدي لرؤساء مثل القذافي و مبارك و بن علي...كلها صفحات مفتوحة لمن يريد و يعرف كيف يقرأ. السياسة لعبة خطرة و أول الضحايا من يتوهمون العصمة المزيفة التي يمنحها بروتوكول الحكم. و قد أبدع ابن المقفع في كتابه الأدب الصغير و الأدب الكبير عندما شبّه السلطان براكب الأسد الذي يخافه الناس و لكن راكب الأسد أخوف منهم لما يعرفه من تقلبات مركبه. و كم أخطأ قادتنا عندما حسبوا أنفسهم أسودا و نسوا أنهم يركبون وقتيا ظهر أسد السلطة.

يقول المثل الشعبي  في تونس "المتفرج فارس" و من السهل نقد أداء النخب الفاعلة في الشأن العام في مرحلة تاريخية معقّدة. الله يكون في عونهم كلهم من في الوزارات و من في الشوارع و السجون. فهم ربان السفينة و هي في قلب العاصفة و مصيرهم مصيرنا و أخطاؤهم أخطاؤنا و نجاحاتهم خبز أطفالنا و أمننا و سعادتنا".