كلما أدّبني الدّهر أراني نقص عقلي

و اذا ما زدت علما زادني علما بجهلي

الامام الشافعي


lundi 30 décembre 2013

العروبة في بعدعها الثقافي


  1. المهدي الجندوبي
    Dec 31, 2013 @ 10:36:52

تعليق تفاعلي لمقال نشره في موقع رأي اليوم، الأستاذ صباح الشاهر تحت عنوان: مقاربة لجغراسياسية مكان الخروج من عباءة البداوة في 30-12-2013

يثير الكاتب مسائل على درجة من العمق عندما يتعامل مع العروبة في بعدها الثقافي التأليفي الذي سمح لشعوب متنوعة ان تتعايش و تنصهر في كيان دائم و متفتح على محيطه و عندما يتساءل عن مسؤولية مؤسساتنا التربوية و الإعلامية في انتشار ثقافة العنف و الموت و في رمي شبابنا في مأزق فكري و سياسي هم أول ضحاياه.


و لكن الكاتب يسقط في نوع من التناقض بين ما يعلنه من رؤية ثقافية تأليفية تجعل الكيان العربي منجزا حضاريا يثرى بالتنوع و بين نظرته التحقيرية التي جانبت العنصرية عندما يتحدّث كما فعل عن البداوة كمكوّن من مكونات الكيان العربي.

كل مجتمع إنساني له عمق تاريخي مثل المجتمع العربي يعرف تناقضات في القيم و الممارسات و يعرف صراعات قد تأخذ شكلا دمويا بدائيا و قد تسمو إلى كل أشكال التعبير الفكري و الرمزي، و يعود لكل جيل إن يتقبل الإرث باحترام و فخر و من غير غرور، و أن يعمل آليات النقد المعرفي ليفهم الماضي من غير تحامل و يصنع المستقبل الذي يجدّد فيه التمسّك بما صلح من قيم مع تجاوز و إلغاء ما فشل أو انتهت صلاحيته وإدراج القيم الجديدة المستعارة و المقتبسة من تجربة الشعوب الأخرى من غير شعور بالذنب، أو المبتكرة التي يفرضها التحوّل الدائم للواقع.

 
كما أدعو الكاتب الفاضل إلى تجنب إسقاط ظرفية الصراعات السياسية الجارية و موازين القوى حاليا في المنطقة العربية على المسألة الخطيرة التي يثيرها و هي من نحن؟ التي يجب ان يتجنّد لها آلاف العلماء العرب من كل التخصصات ليفتحوا لنا مجددا الطريق نحو الوحدة و التعاون و الأمل.المهدي الجندوبي. تونس.
jendoubimehdi@yahoo.fr

Reply

  1. صباح الشاهر
    Dec 31, 2013 @ 15:44:16

السيد المهدي الجندوبي
سرتني ملاحظاتكم القيمة ، وأعلن أسفي إذا فهم من كلامي تحقير للبداوة أو البدو، علماً أنه لا يوجد أي إجتماع بشري من دونما ثقافة محددة ، تعبر عنه ، وهي حتماً إنعكاس لواقعه وعلاقاته، وللبداوة ما لها وما عليها، حاشا أن أحتقر البدو، الذين أنا منهم ، فمدينتي تقع على مشارف الصحراء، وقد عشت معهم فترة ليست قصيرة، وأعجبتم بقيمهم وخلقهم ، لكنني لا أجانب الصواب لو زعمت أن التمدن يستوجب الخروج من عباءة البداوة . وليس في قولي هذا تحقير للبدو ، ولا لحياة البداوة ، مع أني أجد أن مهمة توطين البدو الرحل التي بدأت مع بدايات إنشاء الدول الوطنية في عالمنا العربي ، لم تنجز بعد مع مزيد الأسف ، عندما يجس المداوي الجرح لابد أن يحس المجروح بالألم ، ترى كم نحتاج من الآلام من أجل التخلص من عللنا؟
تقبل تقديري وإحترامي وشكري لتعقيبكم القيم .
المخلص
صباح الشاهر

مصدر المقال الأصلي:

http://www.raialyoum.com/?p=36444

 

مواضيع ذات صلة:  


الكتاب و الأدباء العرب مخزون فكري مسترسل و متجدد يتجاوز الفضاء القطري

الأخطاء القاتلة للنخب العربية في الحكم و المعارضة.