كلما أدّبني الدّهر أراني نقص عقلي

و اذا ما زدت علما زادني علما بجهلي

الامام الشافعي


samedi 22 novembre 2014

تعليق حول مقال الأستاذ توفيق بن رمضان حول الإعلام التونسي،

 

تعليق المهدي الجندوبي حول مقال الأستاذ توفيق بن رمضان، نائب سابق، حول الإعلام في تونس نشر في موقع رأي اليوم.

Reply

  1. المهدي الجندوبي
    Nov 23, 2014 @ 10:22:49

حضرة النائب المحترم

في موقفكم الكثير من التحامل غلى الإعلاميين و هذه الأسباب:

الحنين إلى الماضي” لم يصنعه الإعلاميون و لكنها ظاهرة فعلية لمسناها في الحياة اليومية بعفوية في شرائح عديدة من المواطنين و أقر بها السيد راشد الغنوشي بتفهّم في تصريح تلفزي قائلا أنها لا تدل على تعلّق بالنظام السابق بقدر ما هي ” نكاية” من بعض صعوبات الوضع الحالي. 


النقد اللاّذع الذي يوجّه إلى السلطة و ان كان مفرطا أو ظالما أحيانا هو ثمرة شرعية للثورة بل يكاد يكون إجماع في تونس المكسب الفعلي الوحيد قبل خارطة الطريق التي وضعها الحوار الوطني و أدت الى الإقرار بالدستور و تنظيم الانتخابات في ظروف سليمة..

وسائل الإعلام في نسبة مرتفعة هي ملك الحكومة بصفة مباشرة أو غير مباشرة و سبق للسيد كمال العبيدي الصحفي الذي يحظى بتقدير واسع في المهنة و سبق أن أطرد من عمله في وكالة الأنباء مرتين في العهد السابق لأسباب نقابية و لدفاعه على حرية الإعلام و رئيس هيئة إصلاح الإعلام التي تشكلت بعد الثورة، أن وضع على طاولة أصحاب القرار في أفريل 2012 اي مع بداية حكومة الترويكا تقريرا في 363 ص مع مقترحات إصلاح عديدة و من ضمنها طريقة تسمية كبار المشرفين على وسائل الإعلام و كانت الحكومة صاحبة السيادة في التسمية الى حدود أول تعيين مستقل قامت به هيئة السمعي البصري للرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية في جوان 2014.

و استسمحكم التذكير ان الحكومة تشرف بحكم الملكية العامة على التلفزيون و الاذاعة و محطات إذاعية جهوية و وكالة أنباء و جريدة يومية بالفرنسية لابريس و بالعربية الصحافة و هذه المؤسسات وحدها تشغل حوالي ثلثي الصحفيين المهنيين.كما انها تدير بصفة غير مباشرة عن طريق مشرف عدلي بعد مصادرة و استرجاع أملاك لعائلات قريبة من النظام السابق، محطة إذاعة موزييك(مصادرة جزئيا) و إذاعة شمس أف أم و جريدة الصباح و جريدة لوطون بالفرنسية.

أخطاء الإعلام حقيقية و فعلية و لكن من يتحمل المسؤولية؟

و مع إقرار الأخطاء لا ينكر ملاحظ نزيه الدور الايجابي في تطوير الوعي السياسي عند عامة التونسيين و التعريف بكثير من الوجوه السياسية التي كان عامة الناس يكاد يجهلونها و إنضاج الكثير من القضايا شديدة العلاقة بمختلف أوجه البناء الديمقراطي طوال سنوات المخاض و التعلم الجماعي التي عاشتها تونس شعبا و نخبا.

لآ اشك أنكم ستراجعون بعض أحكامكم الجائرة على مهنة نحن في اشد الحاجة الى معاضدتها و تطويرها لتكون رافدا من روافد الحياة العامة في تونس.و يمكن ان نمد اخوتكم بمعطيات إضافية إن رغبتم في ذلك سعيا إلى موقف منصف و ايجابي..

المهدي الجندوبي

أستاذ إعلام
jendoubimehdi@yahoo.fr

 

رابط المقال الأصلي:

تونس: بعد الرّئاسية هل سينتهي دور "سحرة فرعون" من الإعلاميّين؟ - رأي اليوم (raialyoum.com)

تونس: بعد الرّئاسية هل سينتهي دور “سحرة فرعون” من الإعلاميّين؟

توفيق بن رمضان

رأي اليوم

Nov 22, 2014

 

لا يمكن مقارنة الإمكانيات والوسائل التي توفّرت لسحرة الإعلام في هذا العصر بالوسائل التي كانت عند سحرة فرعون، وإن تمكّن سحرة فرعون بوسائلهم البدائية من سحر أعين النّاس، فإنّ سحرة فراعنة تونس من الإعلاميّين بوسائلهم الرّهيبة سحروا عقول التّونسيين وزيّفوا إراداتهم، ولكن هل سيتواصل دور سحرة الإعلام الذين استعملوا وجنّدوا لتوجيه الرّأي العام والتلاعب به؟ أم هل سيتمّ الاستغناء عن خدماتهم وتعويضهم بسحرة جدد بعد الانتخابات الرّئاسية؟.

ومباشرة بعد إزاحة حكومة التّرويكا وتنصيب حكومة التّكنوقراط رأينا في عديد القنوات و”البلاتوهات” غياب الكثير من الوجوه التي جنّدت لمحاربة الشّعب وتكريهه في كلّ ما يمتّ بصلة للثّورة والتّغيير، وقد بقي العديد من سحرة الإعلام بدون شغل، والبعض الآخر منهم تنقّل إلى قنوات أخرى وأبرمت معهم عقود ليخدموا أسيادا جدد وبرامج جديدة، فهم سحرة تحت الطلب.

وبعد الفوز الذي حقّقه النّداء لا شكّ أنّ الكثير من السّحرة في المشهد الإعلامي سيتمّ الاستغناء عن خدماتهم إن عاجلا أم آجلا، فقد تحقّقت الأهداف التي وجدوا وجنّدوا من أجلها وقد زالت الحاجة إلى خدماتهم، وسوف يلقى بهم كما يلقى بالفضلات في المزابل وسلاّت المهملات، لأنّ المنظومة الجديدة التي ستحكم مستقبلا لن تستعمل نفس الوجوه التي كانت في المشهد الإعلامي زمن حكم بن علي ومدّة الفترة الانتقالية، فلا بدّ من تغيير الوجوه لأنّ الأسياد في حاجة إلى صناعة مشهد إعلامي جديد يلزمه شخوص ووجوه جديدة، لأنّهم يعرفون جيّدا أنّ الشّعب سئم من “مناظرهم” وألاعيبهم وقد مجّهم وكرههم.

وللتّذكير… فعندما أزاح بن علي بورقيبة سنة 1987 اقتلع معه الوجوه التي كانت في المشهد الإعلامي وخاصة رموز المنظومة الدّعائية في قسم الأخبار على القناة الوطنية، ولا شكّ أنّ من حقّقوا الفوز بالتآمر والألاعيب في انتخابات مجلس الشّعب الذي كان لسحرة الإعلام الدّور الكبير فيه، حيث أنّهم كانوا رأس الحربة في التآمر و”التكمبين” فلا شكّ أنّهم سوف يفعلون فيهم ما فعله سيّدهم بن علي مع أمثالهم من سحرة الإعلام تحت النّظام البورقيبي منذ الأشهر الأولى من استلامه الحكم.

ومن المفارقات العجيبة والغريبة أنّ سحرة فرعون انقلبوا على سيّدهم وهومازال يحكم، واتّبعوا موسى وآمنوا بما جاء به من الحق، أمّا سحرة منظومة بن علي الإعلاميّة رغم إزاحة سيّدهم و”معبودهم” واصلوا وتمادوا على نفس النّمط ونفس النسق والسلوك ولم يتوبوا ولم يؤوبوا ولم يعودوا إلى الجادّة ولم تتحرّك فيهم وخزات الضّمير، وقد ذكر الله في كتابه الكريم توبة سحرة فرعون بعد مشاهدتهم المناظرة التي قدّمها موسى يوم الزّينة وقد قالوا: »”قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا” وقد قالوا  في سورة أخرى: “قالوا إنّا إلى ربنا منقلبون، وما تنقم منّا إلا أن آمنّا بآيات ربّنا لمّا جاءتنا، ربّنا أفرغ علينا صبرا وتوفّنا مسلمين”« أمّا سحرة فراعنة تونس عندنا واصلوا في غيّهم وتعنتهم ولم يعبئوا بالشّعب الثائر والتّحولات والتغيّرات التي شهدتها السّاحة السّياسية، ولكن وإن حقّقوا لأسيادهم من الداخل والخارج بعض الانتصارات الآنية والوقتيّة، فعليهم أن يعلموا أنّ أوضاع المشهد الإعلامي لن تتواصل على هاته الحالة من الرّداءة، وفي النّهاية سيلعنهم التّاريخ وسيجدون أنفسهم مبعدين ومهمّشين، لأن المنظومة في المستقبل القريب سوف تستغني عن خدماتهم وستعوّضهم بوجوه أخرى، لأنّه مطلوب تغيير المشهد الإعلامي وإن بطريقة تزويقيّة ممكيجة.

وفي آخر المطاف لا شكّ أنّهم سيندمون على ما فعلوه من أفاعيل في الشّعب والوطن وسيتحسّرون على خيبتهم وعلى ما قدّموه من خدمات دنيئة لأسيادهم الذين سيرمونهم رمي الكلاب، فسحرة الفراعنة عندنا لا وفاء عندهم ولا ضمير، فهم رغم كلّ ما حصل منذ 17 ديسمبر 2010 إلى اليوم لم يعتبروا بل تمادوا في غيّهم وألاعيبهم خدمة لأسيادهم من بارونات السّياسة وفراعنة المال والإعلام، ولا ريب أنّ سحرة الإعلام سينالون حسابهم إن لم يكن في الدنيا فسيكون في الآخرة، فالكلمة مسؤولية ورسالة وأمانة.

وها هي المؤشّرات بدأت تظهر وها قد بدأنا نشاهد وجوه جديدة على الشّاشات، ومن المؤكد أنّ أغلب الوجوه القديمة ستغرب وتغيب من المشهد الإعلامي المزري والمنحطّ، وعندها لن ينفعهم  تمترسهم وراء المنظومة القديمة التي جنّدتهم من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البقية الباقية من “السيستام” القديم “سيستام” الفساد والاستبداد.

نائب سابق وكاتب وناشط سياسي تونسي

romdhane.taoufik@yahoo.fr