سنة 1989 بادر الأستاذ المنصف الشنوفي مدير معهد الصحافة، بمراسلة حوالي 90 شخصية
متكوّنة من مديري الجرائد و رؤساء تحرير اضافة الى جمعية الصحافيين و تم مراسلة
رئيس لجنة التربية و الثقافة و الإعلام و الشباب بمجلس النواب و تم إعلامهم أن
المعهد يراجع برامجه و يرغب في الحصول على أفكارهم و إقتراحاتهم.
و هذه برقية وكالة وات بتاريخ 12 ماي 1989 تخبر عن إجتماع اللجنة و بعض
ملاحظاتها. و من الطريف ان هذه البرقية لم يقع تداولها و نشرها في الجرائد لأن
الوكالة بادرت بسحبها لأن البعض إعتبر ان مضمونها مسيئا للمعهد و أن مثل هذه الإستشارة
ليست موجّهة للنقاش العام. أرى على العكس من ذلك أن مؤسسة معهد الصحافة، مع كل
الثغرات التي تشتمل عليها برامجها و هي ثغرات تشترك فيه جل مؤسسات التكوين العربية
و الإفريقة آنذاك على ضوء العديد من المؤتمرات التي حضرتها، كا ن لها فضل الإنفتاح
على النقد و شجاعة طلب المشورة من المعنيين بقطاع الإعلام.
و قد دأب معهد الصحافة منذ تاسيسه على تنظيم حلقات نقاش حول البرامج
الدراسية و تطويرها و افضل السبل لتكوين الصحفيين و مرّت تونس بتجارب متنوّعة
إنطلاقا من معهد علي باش حامبة في منتصف الستينات و غلب عليه الجانب الحرفي ثم
تجربة بعث معهد الصحافة سنة 1967، و إشتراط تسجيل الطالب في تخصص جامعي موازي
لتخصص الصحافة التي كانت تلقى دروسها مساء لتمكين الطلبة من متابعة دروسهم
الموازية في مختلف الكليات و بصفة اخص كلية الحقوق و كلية الآداب و تخرّجت آخر
دفعة سنة 1976 ليدخل المعهد تجربة ما كان يعرف بالإجازة المدمجة التي انطلقت سنتها
الأولى في 1973 و تخرّجت أول دفعة منها
سنة 1977 ، و تهدف الى تمكين الطالب من
دروس في الثقافة العامة في نفس المؤسسة التي يتلقى فيها دروس الصحافة.
و قضية المراوحة بين التكوين العلمي و الثقافة العامة و العلوم الإجتماعية
و الإنسانية من جهة و التكوين الحرفي في مختلف تخصصات الصحافة و الإعلام، مشكلة
متكررة في كل المؤسسات الجامعية العالمية و التجاب متعددة و أحيانا متناقضة و لكل
إختيار ايجابياته و حدوده.
نقاش البرامج في المعهد و إن كان يغلب عليه الحوار الداخلي بين الأساتذة
لكن معهد الصحافة نظّم عدة لقاءات مكّنت مختلف الأطراف المعنية بقطاع الإعلام من
المساهمة في تقييم برامج المعهد و إقتراح بعض الأفكار التطويرية.
مجلس النواب
اجتماع لجنة التربية و
الثقافة و الاعلام و الشباب
باردو 12-5-89 وات
عقدت مؤخرا لجنة
التربية و الثقافة و الاعلام و الشباب لمجلس النواب اجتماعا برئاسة السيد عبد
الرحمان خليف و قد استهل رئيس اللجنة هذا الاجتماع بالتنويه ببادرة معهد الصحافة و
علوم الاخبار المتمثلة في تشريك النائب في وضع التصورات و الأبعاد لتكوين الصحفي و
ذلك من خلال الاتشارة التي عرضت على السادة النواب و المتعلقة ببرامج الدراسة بهذا
المعهد.
و من جهة أخرى أكد أعضاء
اللجنة في هذا الاجتماع على فعالية الصحافة و رسالتها في المجتمع و اثر النظر في
الاستشارة المتعلقة ببرامج الدراسة بمعهد الصحافة توصل أعضاء اللجنة الى عدة
ملاحظات أهمها
غياب المادة الأخلاقية
و الوطنية في برامج المعهد
النقص في التكوين
العلمي الذي يعتمد التحكم في الاعلامية و الاحصاء و التوثيق و النقص في الربصات
التكوينية
النقص في ملكة التاليف
و التحرير و التحليل
ازدواجية اللغة و هو ما
أدى الى التذبذب و التمزق
النقص في الدراسات
الاجتماعية و النفسية
عدم كفاية مدة الدراسة
لتخرج الاطار العالي من الصحافيين
وات| يتبع|15:22
اجتماع لجنة التربية و
الثقافة و الاعلام...|2| و أخيرة
وقد رأت اللجنة أن
العمل الميداني هو افضل لوضع تصور شامل و دقيق للمعهد و بناء على ذلك وردت
المقترحات التالية
1| السعي للحصول على
الوثائق التي تنظم الدراسة بالمعهد و تضبط البرامج و تحدد الأهداف
2| تكوين فريق عمل
لزيارة المعهد و الاتصال بالطلبة و الأساتذة و الادارة للتعرف على الوضع عن كثب مع
زيارة جمعية الصحفيين التونسيين.
3| تكوين فريق ثان يتصل
بالقراء و قدماء معهد الصحافة للتعرف على آرائهم و قد تكون هذا الفريق من الدكتور
علي الشابي و السيد مصطفى المصمودي و السيدة ج. الدريدي.
و تجتمع لجنة التربية و
الثقافة و الآعلام و الشباب يوم الاثنين 22 ماي 1989 لمواصلة النظر في هذا
الموضوع.
وات| 15:25