في حصّة من حصص درس التحرير الصحفي في معهد الصحافة توجّهت الى طلبتي بلوم شديد و غلب التوبيخ و الغضب و ركّزت على عدم إنجاز الأعمال التحريرية و نصحتهم بممارسة التحرير في كل لحظة حتى بمجرّد صياغة فقرات قصيرة في كل مناسبة او وضعية يعيشونها بعد قراءة كتاب أو رؤية فلم او مسلسل او ملاحظة مشهد و هم في الطريق أو نقاش مع الزملاء و حتى إن كان لهم لوم يوجّهونه الى اي شخص يتعاملون معه او حتى و إن كان أستاذهم الذي يعاتبهم الآن.
و في استراحة نصف الحصة جاءني الطالب مراد برهومي و معه ورقة و قال لي استاذ كتبتها الآن و أريد قراءتها عليك و فعلا تمّ ذلك على إنفراد. و في بداية الحصّة الثانية عندما التمّ شمل الطلبة الذين تطول استراحتهم عادة بعد الوقت القانوني، توجّهت الى الطالب مراد و طلبت منه أن يقرأ النص الذي كتبه على بقية الزملاء و تمّ فعلا ذلك. لحظة هادفة تكون فيها الكتابة إرتقاء و تجاوزا بعد الحيرة و التوتّر.
"ألهذه الدرجة نصمت؟
ألهذه الدرجة يستطيع هذا الأستاذ أن يتحكّم فينا و يسمعنا ما لا نرضى؟ أهل هو مخطئ
او محق؟ لا أدري ربما أنا المخطئ؟ نعم أنا مخطئ يجب علي ان أرد، أن أواجهه و أكد
في كل ما قال حولنا و كل ما اتهمنا به و لكن كيف ارد، هل أسبه؟ هل أشتمه؟ هل أصمت...؟
لا سأتكلم و سارد و لكن
بطريقتي الخاصة، بطريقتي المحبذة عندي. انها الكتابة و العمل في صمت. سأواجهه في
آخر السنة و ساغلبه و أرد عليه ردا يستحقه فعلا. عندها أسترد كرامتي...عندها أبرز
و اطفو على السطح و اواجه كل من يتحداني و يتهمني بالضعف و الصمت.
و في آخر السنة ساقول
بانني هنا و أنني اعمل و اعمل و أكتب نعم أنا أكتب و لكني لا اريد أكتب لأستاذ بل
هي خدمة و تعب شخصي استفيد منه أولا ثم أفيد غيري.
اليك أستاذي تلك
الكلمات ربما تكون ردا وقتيا في انتظار آخر السنة، ثم السنة القادمة".
مراد برهومي
الفريق الأول
3-12-1999