كلما أدّبني الدّهر أراني نقص عقلي

و اذا ما زدت علما زادني علما بجهلي

الامام الشافعي


vendredi 29 février 2008

توزيع التعاطف و التضامن بالقسط

 يومية القدس العربي، عدد 5828، صفحة 19 منبر القدس، الجمعة 29 فبراير 2008

أدعو إلى بعث منظمة التعاطف و التضامن الدولية، لتوزيع التعاطف و التضامن بطريقة أعدل على بني البشر.

فالعرب يتعاطفون و يتضامنون مع القضية الفلسطينية العادلة منذ أكثر من نصف قرن و تجاهلوا آلام الأكراد و مآسي الأفارقة السود الموريتانيين الذين أطردوا بالآلاف من بلادهم في التسعينات من القرن الماضي،كما يتعاطف العرب مع مسلمي أروبا من أصول تركية و باكستانية و مغاربية و لكنهم يتجاهلون وضعية الآسيويين في بلاد العرب و لا يمنّون على يهودهم بأكثر من عدالة وضعية أهل الذمة.



و تجد وضعية الأفارقة الأمريكان و ما يتحملونه من ظلم و عنصرية من قبل البيض الكثير من التعاطف في البلاد العربية و خاصة عند المثقفين الذين يبحثون عن ثغرة يهاجمون بها أمريكا و لكننا ننسى أن كل الوزارات العربية باستثناء موريطانيا و السودان و الصومال و جيبوتي، مغلقة أمام أحفاد عنترة ابن شداد.

الفرنسيون يتعاطفون مع الاسرائليين ضحايا قذائف حماس و مع أهالي دارفور ضحايا مواطنيهم الجنجويد الذين يخاصمونهم الأرض كما يتعاطفون مع أهل التبت تحت السيطرة الصينية و يطالبون الأتراك بالاعتذار إلى الأرمن ضحية مجزرة في القرن التاسع عشر و لكنهم محوا من ذاكرتهم أن الآلاف من المواطنين الفرنسيين و مئات الآلاف من المواطنين الروس يسكنون في ارض انتزعت من مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يسكنون مخيمات الأردن و لبنان.

أما الأمريكان فلا يترددون في التعاطف مع الشعب اليهودي بعد أن محوا من ذاكرتهم الشهادة الجماعية حتى لا نقول الإبادة لشعوب أمريكا الأصليين و يتعاطفون مع أهالي دارفور و كوسوفو و يتجاهلون إخوانهم أهالي غزة المحاصرة.

 لكل واحد شعبه المظلوم يخصّه بالعطف و التضامن دون غيره تماما مثل بورجوازيات فرنسا القديمة، كان لكلّ واحدة منهن فقراؤها تزورهم وتتصدّق عليهم دون غيرهم  بما أفاض الله عليها من يسر و تكسب الوجاهة الاجتماعية و تضمن فعل الخير و صك الغفران.

الهنود الحمر و الفلسطينيون و اليهود و أهالي دارفور و التبت و أحفاد عنترة في بلادنا و كل شعوب الدنيا المظلومة في الماضي و الحاضر،هم أبناء آدم و حواء و يستحقون التعاطف و التضامن بالقسط.