تعليق المهدي الجندوبي 20-8-2011
لم ينشر
كتبت في مفكرتي الشخصية منذ ثلاث سنوات تقريبا
فقرة أريد أن أهديها إلى د.منصف المرزوقي و رفاقه سواء الذين تعاون معهم أو اختلف
معهم على امتداد العقود الثلاثة الماضية.
” المعارضة التونسية…كالعقد المنثور…شخصيات
فذّة و زعامات وهمية و أحزاب عقيمة إلا ما رحم ربّك…ما أحوجهم إلى دورات تدريبية
في عقلية الفريق. لهم كلّهم – دون استثناء فصيل معترف به أو غير معترف به – فضل
علينا نحن الصامتون، مهما تعددت أخطاؤهم و تورّمت نرجسياتهم…فهم شهادة حية أننا
مواطنون و لسنا رعايا.”
كنت سعيدا في الثمانينات بحضور محاضرة ألقاها
د.المنصف في مقر الحزب الشيوعي التونسي و كنت أسعد بقراءة بعض كتبه منها دع وطني
يستيقظ و اذكر حديثه عن القلاع الفارغة أي هذه المؤسسات غير الناجعة التي نسمع
عنها الكثير و يسكنها العجز الكامل من الداخل. كما وزعت على طلبتي وبعض أصدقائي،
في تونس و في الخليج نصا يجيب فيه د. المنصف على السؤال التالي: لماذا نقرأ و نكتب
الذي نشره قسم المعرفة بموقع الجزيرة و لا يتحدث فيه د.المنصف عن السياسة و لكن عن
النشاط الفكري و التلازم العضوي بين فعل المطالع و فعل الكتابة، و كنت دائما أرفقه
بنص لمحمود عباس العقاد في مطلع القرن العشرين حول هواية القراءة‘ حرصا على إبراز
هذا الخيط الذهبي بين أجيال متعاقبة من المثقفين العرب تحملوا أمانة الكلمة و
الفعل في الشأن العام.
و كم عبرت في السر عن رغبتي أن يبتعد د.المنصف
عن الانتماء الحزبي لأني أرى أن مثله يجب أن يستمع إليه الجميع خارج حدود الأحزاب
و أن الانتماء قد يجعل الكثيرين يصدرون أحكاما مسبقة فتضيع عليهم فرصة الاستفادة
من الخصوم. و لكن د.المنصف يشد انتباهي من جديد إلى مسالة غفلت عنها و هي أن
السياسة في حاجة إلى المعرفة و أن المعرفة في حاجة إلى السياسة.
ملاحظة: تم تحرير هذا التعليق تفاعلا مع مقال نشره د.المنصف المرزوقي قبيل توليه رئاسة الجمهورية، في موقع الجزيرة نت تحت عنوان: النجدة: من يعرف معنى كلمة "سياسة"؟ في
16-8-2011، و أعاد نشره في موقعه الشخصي.
لماذا نقرأ و نكتب؟ | وجهات نظر | الجزيرة نت (aljazeera.net)