حرب الوجاهات بعد الثورة من المناضل الى المسؤول 2015
"و شهدت تونس بعد الثورة و هي تعيش أضخم عملية تجديد النخب الطامحة لقيادة الشأن العام منذ الاستقلال، حربا رمزية فعلية حول ما يمكن أن نسميه ب"الوجاهة الجديدة" في الحياة العامة التونسية بين زعامات فعلية أو متوهمة خاصة قبل دخول محرار الانتخابات لتحديد الأحجام، تعتمد توظيف النضال ضد بن علي كوسام استحقاق يؤسس إلى شرعية الحكم و بين من تعاملوا و تعاونوا أو سكتوا عن الحكم السابق و كأنها معرّة حتى قيل لهم "احمدوا الله على الإفراط من المشانق" أو "أحشموا و شدوا دياركم" في تناقض صارخ مع مبادئ ثورة أساسياتها مبدأ المواطنة التي لا تقلص حقوقها أية سلطة خارج القضاء.
هذا إضافة إلى الخلط بين "نظام بن علي" و هي عبارة رائجة
الاستعمال و كأنها مفهوم بديهي لا يخضع للنقاش و التدقيق، و الدولة التونسية في
حقبة تاريخية من حكم تونس ترأسه بن علي.
و من الطبيعي أن
يخسر المناضل السابق بريقه عندما يصبح "حاكما" في أي رتبة من الدولة و
تنشر أخبار حول الرواتب المرتفعة و السيارات الإدارية و المساكن الوظيفية و توظيف
الأقارب بالوساطات و يضاف إلى كل ذلك ملف التعويض عن النضال سواء في شكل "أحقية
و أولوية" تشغيل أو منح مالية كبديل للظلم السابق و تحوّل النضال في وعي
المواطن من قيمة عطاء و تضحية إلى قيمة مادية قد تكون مستحقة و لكنها تفقد المناضل
هالته و تتسبب في الخيبة عند الكثيرين الذين كانوا ينتظرون من الثورة إنصاف الجميع
و ليس "إكرام ذوي القربى" ".
مقتطف من مقال:
المهدي الجندوبي
حقائق آون لاين 11-1-2015
خطان
متوازيان يلتقيان في تونس
الرابط الأصلي:
تجديد النخب و الرأس المال الرمزي 2014.
"تشهد تونس بعد الثورة ظاهرة عميقة ستتواصل لفترة
طويلة نسبيا تتمثل في تجديد النخب الناتج عن تحطيم احتكار الوصول إلى القيادة و
يرافق هذه الظاهرة و إن كانت تبدو محتشمة للبعض صراع على ما يسمى في علم الاجتماع
بالرأس المال الرمزي الذي يوظّف لتبرير أحقية احتلال مواقع قيادية جديدة و يدعم
تغيير موازين القوى لصالح شخص أو تيار. و يمكن أن يتغذى الرأس المال الرمزي حسب
الحالة بمختلف أشكال الوجاهة الاجتماعية مثل مستوى الشهادات العلمية أو بالكفاءة
المهنية التي يعلنها كل واحد أو بمختلف أشكال الإنتاج الفكري و الفني أو بكل أشكال
مسرحة التقوى من لباس و مظهر خارجي و بغيرها من السلوكيات التي يصعب حصرها لشديد
ارتباطها بخصوصيات كل مجتمع أو شريحة اجتماعية.
و إن كانت هذه الظاهرة وطنية شاملة في مختلف القطاعات فأن تداعياتها أكثر حدّة في الحقل الثقافي و من ضمنها الحقل الإعلامي.و تأخذ مسالة الموقف من النظام السابق و مدى المساهمة في النضال ضد الاستبداد على طوال السنوات الماضية أو المشاركة بشكل أو بآخر في الثورة حجما خاصا في صراع الوجاهة في الحقل الإعلامي و المقالات المذنّبة و مسالة “القائمة السوداء” للإعلاميين و كل ما حث بها من ملابسات ليست سوى بعدا من أبعاد صراع النخب في هذا الحقل".
مقطع مستخرج من مقال:
الصحفيون المهنيون في تونس و الأطراف الفاعلة في الحياة
العامة: علاقة تحت ضغط إعادة التشكّل
المهدي الجندوبي
راي اليوم 9-11-2014
الرابط الأصلي:
الصحفيون المهنيون في تونس و الأطراف الفاعلة في الحياة العامة: علاقة تحت ضغط إعادة التشكّل