كلما أدّبني الدّهر أراني نقص عقلي

و اذا ما زدت علما زادني علما بجهلي

الامام الشافعي


samedi 2 février 2019

التعليم و الفضاء السيبرنطيقي: نحو علاقة جديدة بالمعرفة

المؤلف: بيار ليفي

ترجمة بتصرّف:د.المهدي الجندوبي

نشر في موقع مجلّة علوم الإعلام و الإتصال  عدد 2 فبراير 2019

سنة 1995 عرض علي أحد طلابي عمله، لأوّل مرة في شكل وثيقة رقمية. فبدلا عن نصّ محدّد، جامد على وعاء ورقي و بدلا عن مجال صغير على ملك مؤلف، مع بداية و نهاية و هوامش تمثّل حدودا، وجدت نفسي أمام وثيقة دينامية، مفتوحة، كليّة الوجود (توجد في أكثر من مكان واحد)، تحيلني الى مدوّنة لا متناهية من النصوص. لقد تغيرت فعلا طبيعة النصّ من دون تغيير في مضمونه. طبعا نقول في كلتا الحالتين، "صفحة"، لكن الصفحة الورقية هي حقل محدود، غرست فيه رموز ثابتة بينما الصفحة الرقمية هي وحدة تدفّق، تخضع لضغوط منسوب الشبكات ووتيرتها. 

فالنصّ الورقي حتى و ان يحيلك على مراجع أخرى فهو نصّ مغلق بينما الصفحة الرقمية تصلنا تقنيا و بسرعة، بوثائق أخرى موزّعة في الكون، تحيل هي بدورها بصفة لا تنتهي الى صفحات اخرى كأنها قطرات لمحيط كوني من الرموز دائمة التحوّل.