كلما أدّبني الدّهر أراني نقص عقلي

و اذا ما زدت علما زادني علما بجهلي

الامام الشافعي


lundi 30 octobre 2006

توظيف الفضاء الجامعي لإنجاز تطبيقات في جمع الأخبار لطلبة الصحافة

 

مذكرة حول إمكانية توظيف أفضل للفضاء الجامعي لإنجاز تطبيقات في جمع الأخبار

إعداد: د.المهدي الجندوبي

أكتوبر 2006

تهدف العديد من المقررات المدرجة في بكالوريوس الإعلام، الى تطوير مهارات جمع الأخبار و المعلومات news gathering   و هي مرحلة أولى بالنسبة الى كل عمل صحفي و مستقلة بذاتها عن بقية المراحل التي تعتمد مهارات أخرى مثل التحرير و الإخراج.

و يتم جمع المعلومات و الأخبار بطريقتين منفصلتين : الجمع التوثيقي و الأرشيفي من جهة و الجمع الميداني الذي يعتمد المصادر الحية، و تختص كل طريقة بمهارات وبأساليب عمل مميزة.

و إذا كان من السهل إنجاز تطبيقات الجمع الوثائقي داخل غرفة المحاضرة أو في مكتبة الجامعة لأنه يعتمد على مهارات مكتبية بحتة مثل مطالعة الوثيقة و تحليلها نقديا و تفكيك عناصرها الإخبارية و القدرة التأليفية و التدوين المختصر فان التدريب على الجمع الميداني لا يتم إلا بتكليف الطالب بإنجاز مقابلات خارج غرفة المحاضرة مع شخصيات من مختلف الفئات الاجتماعية و من مختلف المهن و بصفة أخص مع من يتواجدون في مختلف مستويات القرار.

و يمكن تفصيل الهدف التربوي العام المتمثل في تمكين الطالب من تملك أساليب جمع الأخبار و المعلومات الميدانية الى الأهداف الفرعية التالية :

 

·        تعوّد الطالب ( و بصفة اخص الطالبة) على المبادرة بمخاطبة أشخاص دون سابق معرفة و التحكم في العوائق النفسية التي تحول دون جرأة الذهاب إلى الآخرين عند الحاجة قصد إنشاء علاقة عمل.

·        القدرة على تشخيص المصدر المناسب حسب طبيعة المعلومة المرجوة

·        تمكين الطالب من التفاعل الإعلامي مع البيئة الجامعية و هي المجتمع المصغر الذي يتحرك فيه بصفة طبيعية، و تعويده على العمل المستقل و المبادرة بجمع الأخبار و متابعتها كلما توفرت الفرصة المناسبة.

·        التعود على جمع الأخبار في ظروف شبيهة بالمهنة و مجابهة مختلف الضغوط التي ترافق عملية التعامل مع المصادر الحية اختلاف في تعامل المصادر مع الصحفي من المتعاون الى الرافض لأي لقاء و من المشح في الحديث إلى المطنب، ضيق الوقت، الالتزام بالمواعيد)

·        التعود على المزج بين نشاطين متعارضين مثل المحادثة مع المصدر و تدوين الملاحظات أثناء المقابلة، باختصار و بسرعة دون التفريط في الدقة والوضوح و دون السقوط في الإملاء و إضاعة خط المحادثة مع المصدر.

·        اختبار تقنيات الحوار و القدرة على قيادة المقابلة و توجيه الحوار حسب أهداف  و أولويات يضعها الصحفي عن طبيعة المعلومات المرجوة و كلها معارف و نصائح يتلقاه الطالب في المحاضرات و لا يمكن تملكها إلا بتجربة المقابلة في وضعية حقيقية.

·        التعود على صياغة الأسئلة المولدة أثناء المقابلة و هو صنف من الأسئلة لا يمكن التدريب عليه في غرفة المحاضرة . و الملاحظ أن الصحفي يعتمد صنفين من الأسئلة صنف الأسئلة المعدة مسبقا قبل اللقاء و يمكن التدرب على تحريرها في غرف المحاضرات و الأسئلة غير المعدة سلفا من وحي التفاعل مع المصدر و لا يتم التدرب عليها بنجاح إلا أثناء العمل الميداني. 

يكلف الأساتذة الطلبة بانجاز تطبيقات في جمع المعلومات من مختلف المصادر في مؤسسات حكومية و أهلية و تعترضهم عدة صعوبات من أهمها صعوبة الحصول على موافقة المصادر لإجراء المقابلات مع الطلبة و مشكلة صعوبة التوفيق بين الدوام في المحاضرات و الوقت الذي تتطلبه الاتصالات بالمصادر هذا إضافة الى صعوبات التنقل التي تجابه العديد من الطلبة الذين لا يملكون وسائل نقل خاصة. و تتراكم هذه الحواجز و تحول بصفة جدية دون إنجاز هذا الصنف من التطبيقات عند أغلب الطلبة. 

ويمكن للفضاء الجامعي بما يوفّره من هياكل و من فعاليات مركزة في مساحة على مقربة من الطلبة أن يكون مجال تدريب طبيعي لطلاب قسم الإعلام، يوفر لهم فرص مكثفة لإنجاز تكليفات تطبيقية في مهارة جمع الأخبار و المعلومات، فيكون خط النار الأول الذي يتمرس فيه الطلاب على وضع المعارف النظرية على محك التطبيق كخطوة أولى تسبق أعمالهم الميدانية خارج الجامعة في علاقة مع المؤسسات الحكومية و الأهلية. و لو صح التشبيه يمكن اعتبار العلاقة بين الجامعة و قسم الإعلام مثل العلاقة بين المستشفى و كلية الطب. 

وإذ مثل صدور جريدة صوت الجامعة إضافة إلى ما سيتيحه المركز الإعلامي و المحطة الإذاعية الجامعية المرتقبة، نقلة نوعية في إعطاء تدريس الإعلام وجهة مهنية، إلا أن توفير وسائل النشر يبقي منقوصا لأنها لا تمثل وحدها مساحة التدريب اللازمة، لأن متطلبات التكوين الإعلامي تشترط الانطلاق من بيئة إنسانية ينشأ فيها الحدث الذي يتدرب الصحفيون على التقاطه و تحويله إلى أخبار تتم صياغتها و إخراجها و بثها عبر وسائل الإعلام.

و يشترط الاستغلال الأفضل للبيئة الجامعية بمختلف مستوياتها كمساحة تطبيق مكثف لطلاب قسم الإعلام وضع آلية تضمن لطلبة قسم الإعلام أكثر فرص ممكنة و بأيسر الطرق، لطرق أبواب المسئولين بمختلف مستوياتهم و دون اشتراط مستويات عليا في الهرم الإداري ( إذ يمكن الاكتفاء في أغلب الأحيان بالموظفين)، في مختلف دوائر الجامعة و كلياتها و الحصول على مواعيد لإجراء مقابلات تهدف الى الحصول على تصريحات و معلومات حول مختلف أوجه الحياة الجامعية.

و بالنسبة للعديد من التطبيقات غير المعدة للنشر لا يطلب من المسؤول الجامعي تقديم معلومات على درجة من الأهمية، بل الأهم ليست المعلومات في حد ذاتها و لكن تجربة البحث عن المعلومة و التعامل مع المصدر التي نسعى لترسيخها عند الطالب بتكرار عملية جمع المعلومات.ان هذه التجارب في أغلب الأحيان و خاصة في المراحل الابتدائية لجمع الأخبار، ليست لها هدفا آخر سوى محاكاة (simulation) وضعية جمع المعلومات التي سيعيشها الصحفي في البيئة المهنية، عند التخرّج.

 

 مواضيع ذات صلة:

ملاحظات و اقتراحات حول مقررات الصحافة في الخطة الدراسية لقسم الإعلام و السياحة و الفنون بكلية الآداب، جامعة البحرين 2005

 أشغال تطبيقية لطلبة قسم الإعلام بجامعة البحرين

العلاقة المحتملة بين مؤسسات تكوين الصحفيين و الوسط المهني

أشغال تطبيقية لطلبة معهد الصحافة تنشرها جريدتا الصحافة و الصباح

طلبة معهد الصحافة في دروب المسرح

دروس في التحرير الصحفي