كلما أدّبني الدّهر أراني نقص عقلي

و اذا ما زدت علما زادني علما بجهلي

الامام الشافعي


samedi 2 octobre 2010

طلبة معهد الصحافة في دروب المسرح

 خلق فرص التدريب الميداني و الربط بين جمع المعلومات و الإتصال بالمصادر الحيّة، من المشاغل الرئيسية لكل استاذ تحرير صحفي. الأستاذ حمادي المزي المخرج و مدير دار الثقافة كان أول من تحمّس عندما طلبت منه حضور طلبتي كل مساء طيلة أسبوع دروب المسرح في شهر أكتوبر 2010 ضمن أشغال تطبيقية في التحرير الصحفي، بل تجاوز انتظاراتي عندما طلب من الممثلين البقاء نصف ساعة بعد إنتهاء العرض لحصة مناقشة مع الطلبة كان يديرها هو بنفسه في لحظة رائعة من التعاون العفوي بين معهد الصحافة و دار الثقافة ابن رشيق. و مرفقا بعض التغطيات التي تدرّب على انجازها الطلبة بهذه المناسبة.





طلبة معهد الصحافة في الصف الأول في مسرح ابن رشيق (تونس)


لقاء مباشر بين الطلبة و الممثلين



الأستاذ حمادي المزي يخصص لإدارة الحوار بين الطلبة و الممثلين، 

نصف ساعة يوميا بعد العرض على طوال اسبوع دروب المسرح

دار سحر للنشر/الهيئة العربية للمسرح 2019/تونس


مواضيع ذات صلة:

أشغال تطبيقية لطلبة معهد الصحافة تنشرها جريدتا الصحافة و الصباح


أشغال تطبيقية لطلبة قسم الإعلام بجامعة البحرين



 عينة من أشغال الطلبة بعد تغطيتهم لأسبوع في دروب المسرح التونسي

أكتوبر 2010  


مصادقة الماضي لمصالحة المستقبل

منى بن يوسف

 

 انطلقت يوم السبت 2 أكتوبر 2010 فعاليات التظاهرة المسرحية بدار الثقافة ابن رشيق و في جو يفوح بعبير الإبداع الفني ،  أجواء رغم " حشمتها" و تواضعها إلا أنها تبعث فيك عشقا لذيذا للمسرح و تحيي فيك رغبة دفينة لخرق أسوار "الحديقة الإبداعية التونسية"  و اكتشاف أغوارها و استنشاق رحيق التجارب المسرحية التونسية.

 

تظاهرة ألقت بضلالها على مختلف التجارب المسرحية التونسية لتبعث فيها روحا شبابيتا ملاها الأمل. تظاهرة تدفعك "للتجوال في دروب المسرح التونسي" كما صرح السيد  حمادي المزي مدير دار الثقافة و مؤمن هذه الرحلة ، هذه الدار التي طالما كانت شاهدة على نهضة مسرحية و مولد العديد من العروض الإبداعية.

 

الكنز الدفين

 

أثناء تجوالنا و السيد حمادي المزي  في دروب دار الثقافة استرعى انتباهي "كنز دفين" لا يقل أهميتا عن الركح المسرحي، مكان هو بمثابة "الرحم الفني" الذي ألقى بالعديد من الأسماء في لحظة مخاض إبداعي إلى عالم الفن، و هو ما أكده السيد حمادي المزي بقوله "اغلب المبدعين التونسيين مروا من هنا". هذا المكان هو غرفة تتم فيها العديد من المناقشات و الحوارات و الندوات ، غرفة رغم صغر حجمها إلا أنها ذات قيمة كبيرة يستطيع زائرها أن يلمس هذه القيمة في كمية الملصقات المعلقة على كامل جدران الغرفة و التي تحمل صور مختلف المبدعين اللذين زاروها نذكر من بينهم السيد منصف ذويب،و المخرج محمد الزرن

 و المسرحي  المنصف السويسي و المخرج السينمائي فاضل الجعايبي.

 

في دروب المسرح التونسي

 

قالوا عنه "الفن الرابع" ، "أبو الفنون" و"وسيلة للتعبير الإبداعي" ... قلنا : أين نحن من كل هذا؟ كيف حال الثقافة المسرحية للجمهور عامة و الشاب خاصة؟

إن دروب المسرح التونسي غنية بالتجارب المسرحية الجادة و الهادفة، لكنها تخلوا من بعض "الروح" و لا اقصد هنا الروح الإبداعية لكن ينقصها الجمهور الذي هو الروح الذي تغذي المسرح فهو منبثق منه متوجه إليه، و بالتالي كيف نفسر هذا الحضور المحتشم خاصة من فئة الشباب و هو ما أكده الممثل يحيى الفايدي احد ممثلي مسرحية "حق الرد" للمخرج حمادي المزي بأن "علاقة الشاب بالمسرح مازالت منقوصة"

 

 

 

بين المسرح و اللامسرح

 

إن أول ما يتبادر إلى الذهن عند مصافحة قلة عدد الحضور في هذه التظاهرة هو لماذا هذه المفارقة العجيبة؟ ما هو السبب الرامي وراء إبقاء الفن و الإبداع مازال متخفيا بالنظر إلى النجاح الجماهيري الهائل لما يسمى بال"وان مان شو" وغم انه بتعبير السيد حمادي المزي "مجرد ضحكولوجيا دون أي تكوين مسرحي و لا ننسى أن الفن و الإبداع الدولة وحدها هي التي تمول فيه" فمعنى هذا أن الدولة التي تمثلها وزارة الثقافة و المحافظة على التراث غير قادرة على إعلاء الفن المسرحي إلى المراكز التي يستحقها أم أن الخطأ من المبدعين في حد ذاتهم نتيجة عدم قدرتهم على الدفاع عن فنهم، أم أن الخطأ يكمن من الجمهور  الذي أصبح تفكيره سطحيا كل ما يشغله هو قضاء ساعتين من الفرجة و الضحك ليكتشف بعد ذلك أنه إنما كان يضحك على نفسه.

كل هذه أسئلة تنتظر حق الرد....  

 

 

 

 

 

 

            

في دروب المسرح:
عرض مسرحي... سهل الهضم

بقلم: الطالبة آية المانسي

السنة الثالثة من الإجازة الأساسية في علوم الإعلام و الاتصال الفريق الثالث              

 

 احتضنت دار الثقافة ابن رشيق الخميس الفارط 7 أكتوبر ضمن تظاهرة  "في دروب المسرح" عرض مسرحية " العائلة " من كتابة و إخراج الصادق الحلواس بطولة نعيمة الجاني و درصاف مملوك و يحيا الفايدي و احتضنت دار الثقافة ابن رشيق العديد من العروض كمسرحية " حق الرد " لمدير دار الثقافة ابن رشيق المسرحي حمادي المزي و  " جيبولو بوه " لعبد العزيز ألمحرزي إضافة إلى مساهمة مسرح الطفل في هذه التظاهرة عبر مسرحيتين الأولى بعنوان" مهرج الأمير" نص أنيس حمدي و إخراج عماد الساكت و الأخرى بعنوان" شموسه" وهي اقتباس جماعي عن نصوص افريقية نص و إخراج رشاد الشعيبي و تمتد هذه التظاهرة إلى غاية الثلاثاء 12 أكتوبر .

             

 تبقى إلى اليوم مسرحية " العائلة "  لصادق حلواس الأكثر حضورا و إعجابا فحضرها العديد من الممثلين و المبدعين في مجال المسرح و غيرها من الفنون و كذلك النقاد فاختلفت الآراء في نقاشات دارت في ما بينهم اثر العرض قصد تصنيف العمل إلى  مدرسة أو صنف معين . هناك من اعتبر العمل من صنف الفودفيل و هناك أيضا من نفى ذلك و اعتبره ليس كذلك . فما سر هذا الإعجاب و الرضاء و الاختلاف في الآراء؟

 

 تعالت ضحكات الممثل و أستاذ المسرح عاطف بن حسين أثناء العرض فكان من المهم طلب رأيه فأجاب : إنه عرض جيد ونال استحسان الأغلبية كما أنه عرض سهل الهضم ولكن ليس كما سمعت من صنف الفودفيل أو المسرح الشعبي الهزلي فهو هزلي صحيح و لكن ينتمي إلى المسرح العبثي الواقعي التجريدي الذي يقوم بكسر البناء التقليدي الكلاسيكي فهناك بناء متواصل في المسرحية فإذا سئل أحد تابع المسرحية منذ البداية و آخر لم يشاهد إلا الجزء الأخير فكلاهما سيعرف محتواها, و هو أن المسرحية تصور خلافا في المنزل بين رجل و زوجته و حماته.وإذا أردتم أن نقول فودفيل أو المسرح الشعبي الهزلي كما يعرف, فمسرحية المارشال عمار هي من هذا الصنف و لكن هذه المسرحية إذا أردنا هي نوع جديد من الفودفيل في المسرح التونسي .

وبما أن الجمهور التونسي جمهور مستهلك و يهوى الضحك و المسرحيات الهزلية فقد كان اليوم في الموعد للحضور  و خاصة إذا كان العرض بمشاركة الممثلة القديرة نعيمة الجاني التي أضحكتني شخصيا من الأعماق .

صباح المحمدي أستاذة  بالمعهد العالي للمسرح : ينتمي هذا العرض إلى صنف الفودفيل و هو مسرح شعبي هزلي يصور الحياة اليومية و المواقف المعيشة في أسلوب هزلي ساخر و ناقد كمسرحيات موليير و غيرهم من الأعمال المشابهة ولكن كان ذلك في أسلوب تجديدي إبداعي و حصلت من خلاله المتعة لدى الحاضرين فضحوكو للعديد من المواقف.

 

 لطفي لملوم من المسرحيين الهواة : أعتقد أن هذه المسرحية تنتمي إلى المدرسة الواقعية و قد روت مشاهد من الواقع المعيشي و أبدع الممثلون درصاف مملوك و يحيى الفايدي و خاصة الممثلة المتميزة نعيمة الجاني في لعب دور الأم و قد اعتدنا صراحة على مثل هدا المستوى الراقي في أعمالها فهي ممثلة مبدعة ذات صوت قوي و يمكنها حتى و إن تكلمت بصوت خافت أن تسمع كل الحاضرين صوتها بوضوح تام .

 

 غيث التفاتي طالب سنة ثالثة بالمعهد العالي للمسرح : إن عرض اليوم هو عرض متألق حسب رأيي و معرفتي المتواضعة ولم ينقصه أي شيء فالكل اجتمع ليقدم عملا في المستوى المطلوب من ممثلين و كتابة النص و الإخراج و الإضاءة و الديكور .

فالديكور هو فناء منزل تونسي بسيط تغطيه شجرة عنب إضافة إلى طاولة صغيرة مع كرسيان و هو الديكور البسيط الذي يميز الفودفيل, كذلك اختلاف الإضاءة حسب المناضر كان مدروسا بشكل جيد و قد صنع الممثلون حقيقتا عامل الفرجة المطلوب و المفقود في المسرح التونسي اليوم.

 

 

 

 

حق الردّ !.....مطلب اجتماعي

نهى بلعيد

 

افتتحت  دار الثقافة ابن رشيق تظاهرة " في دروب المسرح التونسي" بمسرحيّة "حق الرد". و هي مسرحيّة نص و إخراج حمادي المزي. وهو العرض 20 للمسرحيّة. مجلة "الجيل الجديد" كانت حاضرة و استفسرت عن "حق الردّ" بالنسبة إلى الحاضرين فكان الربورتاج التالي:

أكدّ السيّد حمادي المزي أنّه قدّم خمسة شخوص متمردة على تاريخها و على واقعها و على كل ظروفها. و هي لا تطالب إلاّ بإعادة الاعتبار لها. أمّا بالنسبة إليه فهو يطالب بحق الرد فنيّا. فق قدمت فرجة و أتمنى أن تكون قد وصلت إلى وجدان الجمهور فالجمهور غاية لا تدرك.

أمّا مريمان حشاني (أستاذة مسرح) فأكدت أن " حق الردّ" هي مسرحية واقعيّة. و الهدف منها هو إقناع المشاهد بتأثير الظلم مؤكدة أنّها شخصيا لم تظلم أحدا في حياتها ثمّ إنّ هناك عدالة إلاهيّة في الأخير.

فاتن شوايبي(ممثلة هاوية) بدورها ترى كل واحد منا له العديد من الحقوق نظرا لكثرة المشاكل. و هي تطالب أن أكون موجودة و لما لا أن تكون ممثلة محترفة.

ن جهته أكدّ يحيا الشابي (ممثل محترف) أن حق الرد هو الهدف من هذه المسرحيّة. و هو حسب وجهة نظره موضوع يهم كافة المجتمعات. كل فرد له الحق في استرجاع حقه لهذا يجب أن يبحث عن الوسائل الكفيلة. أمّا الحق الذي يبحث عنه هو حقه كممثل فمازال لم يحقق بعد وجوده الإعلامي أو التلفزي.

 معاناة و فراغ قانوني

هكذا تحدث أهل الميدان عن حق الردّ الذي أصبح ضرورة يطالب به جميع الأفراد في مختلف المجتمعات من كثر المشاكل التي يعاني منها. هذا ما جعل هناك حضورا جماهريا محترما لمسرحيّة "حق الردّ".

و قد عبرت أسماء السلامي عن إعجابها بالمسرحيّة. إذ ترى أنّها تتحدث عن مشكل يعاني منه المجتمع التونسي. و لعلّ انعدام الوسائل للتعبير عن ذلك هو السبب في تخلي العديد من الناس عن هذا الحق. مشيرة إلى أن المخرج أحسن اختيار الموضوع. لكن هناك أشياء لا نعرف كيف سنردّ عليها فعندما ترفض عند تقدمك بمطلب عمل فإن ذلك يعتبر إنقاص من إمكانياتك العلميّة والمهنيّة. و لكن لا تستطيع أن تردّ على ذلك. فحق الردّ لا تطالب به فقط عندما تسرق بمعنى كحق مادي بل إنّه معنوي كذلك.

و تشاركها أميرة القول فهي إن كانت ستطالب بحق الردّ فإن ذلك لما عانته في بعض الأحيان من كلام جارح من بعض الأشخاص الذين من حولها. و هناك تركز على ما تعنيه الفتيات من التحرش الجنسي في وسائل النقل العموميّة أو الأماكن العموميّة و الشارع. فكثيرا ما تتمنى أن يردّ لها حقها من ذلك الإزعاج لكن للأسف القانون التونسي يفسر التحرس الجنشي بكونه عمليّة متكررة. كما أنّها تخجل من أن تهاجم المتحرش بها.

أمّا كمال عويدان ( أستاذ جامعي) فيرى أن حق الردّ يطالب به جميع الأفراد. و إن كان القانون يحمي هذا الحق إلاّ أنّ هناك فراغ قانوني فيما يخص بعض القضايا. ذلك أن الردّ يختلف فقد يكون قضائيا أو ربّما إعلاميا. و هو ما نشاهده اليوم عبر شاشتنا من خلال برامج الواقع مثل "عندي ما نقلك" وغيره.

في دروب المسرح التونسي …..رحلة مصالحة تمت أم لم تتم

بقلم: سلمى عابد فريق 3

روميو بدون جولييت ......هكذا هو حال المسرح التونسي الذي طال خصامه مع الجمهور فأرادت دار الثقافة ابن رشيق أن تجس نبض الجمهور من خلال تظاهرة  دروب المسرح تحت إشراف وزارة الثقافة و المحافظة على التراث  بالتعاون مع المندوبية الجهوية  للثقافة لولاية تونس لتحاول مصالحة  الجمهور مع  المسرح و ترويج فلسفة تنشيطية تحدد المفاهيم التي تتأسس عليها التجربة الإبداعية و إبراز تنوع مسالكها و تسليط الضوء  على الدروب التي تنتجها .

 

و احتضنت التظاهرة 11عملا مسرحيا من 2 الى12اكتوبروكان الافتتاح مع مسرحية "حق الرد" للمسرحي  حمادي المزي في حين كان الاختتام مع مسرحية "الظل" للمسرحي منجي بن إبراهيم . وخلال هذه الأيام عجت دار الثقافة ابن رشيق بالجمهور من مختلف الأعمار و الشرائح الاجتماعية و الصحافة "في بعض العروض",حيث كان في الموعد طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية و طلبة معهد الصحافة و علوم الإخبار إذ كانت فرصة لممارسة العمل الصحفي و معاشرة الأجواء الميدانية للأعمال الصحفية.

 

فهل هذه التظاهرة كانت في مستوى الأهداف التي أقيمت من اجلها؟ وهل نجحت في استقطاب الجمهور بالكم الكافي الذي يوحي على إصابة الهدف؟

 

لا يمكن أن ننكر الاهتمام الإعلامي الذي حضت به هذه التظاهرة خلال الأيام المخصصة للعروض في حين قبل الافتتاح لم يكن تناولا كافيا مما أسفر عن غياب الجمهور في عديد العروض حيث برزت الثغرات التي ارتكبها منظمي التظاهرة و على رأسهم مدير دار الثقافة السيد حمادي المزي لأنه من المنطقي أن يغيب الجمهور إذا لم يكن لديه علما أساسا  بالتظاهرة  و هنا يمكن أن نتساءل إن كانت تقصيرا من المنظمين فقط أم للإعلام التونسي جانبا من المسؤولية حيث يهمش المسرح مقارنة بالفنون الأخرى على غرار الغناء و السينما و عن أي مصالحة نتحدث إذا كان احد الأطراف المعنية بالأمر غير مدعو.   

 

 

أما بخصوص العروض التي كانت تعج بالجمهور تعود إلى الدعوات التي وجهها فريق العمل من ممثلين و مخرج و منتج إلى أشخاص معينين فمثلا مسرحية "عايلة"  من إخراج المسرحي الصادق الحلواس و بطولة الفنانة نعيمة الجاني و إنتاج مسرح الناس التي كان فيها حضور مكثف للممثلين على غرار عاطف بن حسين و حسام الساحلي و لطيفة القفصي و هشام رستم و غيرهم الكثير إضافة إلى عائلة الفنانة نعيمة الجاني و مجموعة من الأصدقاء  في مقابل الحضور المحتشم في مسرحية "جيبولي بوه" اقتباس و إخراج عبد العزيز ألمحرزي و بطولة إكرام عزوز و فتحي المسلماني و إنتاج مسرح المرايا .